بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى zaki fadhel على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى دي زاد تايمز على موقع حفض الصفحات
في اي صفحة في التاريخ نحن
صفحة 1 من اصل 1
في اي صفحة في التاريخ نحن
و استسلمت لنوم عميق
تدرجت مخيّلتي بين هذا و ذاك، سَبَحَتْ في بحور المنام و الأحلام إلى أن رَسَتْ في ميناء لا أعرفه، كان مناما عاديا رغم غرابته، رأيتني طفلا في العاشرة من عمره، يحمل محفظة أكبر منه بقليل، متوجها نحو مدرسة لا أعرفها، دخلت قسما لا أعرفه، قسما جدرانه سوداء، بدون سقف و لا أرضية، فيه مكان لطاولة واحدة فقط و مقعد واحد، كنت الوحيد في القسم فجلست و انتظرت ساعة و مللت، لا أدري بأي وحي و لكنني كنت على علم أنني في حصة التاريخ.
طال انتظار أستاذ التاريخ و لم يأتِ، سئمت هذا الوضع و هممت بالخروج، فإذا بي أصادف شخصا لا أعرفه، كل ما أنا على دراية به هو أنه ليس أستاذي في التاريخ، فرُسِمَتْ على وجهي ملامح الخوف و سألته: من أنت يا سيدي؟
قال: أنا التاريخ، و من أنت؟
قلت: أنا جزائري....
عبستُ و انزعجتُ و لم أزد كلمة واحدة، قال: ما دهاك يا بنيّ؟ ما يظهر عليك أي أثر من آثار البهجة عند رؤيتي.
قلت: كيف أسعد بك يا من لم أفهم له منطقا؟ كيف أسرّ برؤية من لم أفقه في تفكيره شيئا؟
إجلس يا تاريخ و سأروي لك تاريخك، إجلس و سأعطيك درسا في التاريخ.
عرفتك و عرفتني في 1962، أين أخذت قلمك الأحمر ذو الحبر الدموي و كتبت: الجزائر.
كتبتها بأحرف من دماء زكية و كم أحسنت كتابتها.
ثم مرت الأعوام و أخذت قلمك الأخضر و كتبت: ثورة زراعية في الجزائر
كما لا أنسى أنك كتبت أشياء كثيرة أذكر منها تأميمات و بناءات و مشاريع و تطورات و غيرها............
لحق بنا الزمن إلى 1982 أين استعملت أحسن أقلامك، القلم الذهبي و بأحلى خطوطك كتبت: الجزائر في خيخون.
و دسست القلم الذهبي بلا رجعة و كتبت بحروف من فضة: الجزائر في مكسيكو.
ثم بدأت في التبدّل يا تاريخ، لا أعرف ماذا دهاك و لكنك أخرجت قلمك الأسوء القاتم مباشرة بعد 1990، و كتبت و تفننت في الكتابة النكرة، لا أفهم كيف استعملت نفس القلم المشؤوم لأكثر من 20 سنة و كأنك خصّصته للجزائر دون سواها.
سئمتك يا تاريخ، سئمت أن تعيد نفسك كل مرة بنفس ذوق المرورة أو أكثر، سئمت دعابتك السيئة التي لا ذوق لي فيها،سئمت لعبتك الشريرة التي أنت وحدك تتلذذ بها، أكتب شيئا آخر لو سمحت، أكتب من تارة لأخرى ما تكتبه عن جيراننا و أصدقائنا و أعدائنا و الآخرين، إستبدل قلمك الأسود عندما تكتب الجزائر و لو لمرّة.
قال:يا بنيّ، أنا لا أكتب إلا ما أرى، و لا أستعمل من قلم إلا موازاةً مع الحدث الذي أكتبه.....(و همّ بتلاوة محاضرة كاملة عليّ، فقاطعته قائلا)
قلت: لا ، لا تقل شيئا، لم أنته من درسي، فانصت، إنها الجزائر تتكلم، الجزائر تكلمك يا تاريخ، كلاما موزونا بدون دموع و لا بكاء،بدون توسل و لا رجاء، بكل احترام بدون استهزاء، لأننا بكينا على الأطلال بما فيه كفاية، و توسلنا لبعض المنافقين من الخونة بما فيه كفاية و استهزئنا بمن ظنناهم أصغر منا، فدفعنا الثمن غاليا.
لا يا سيدي، لن أقبل منك درسا آخر لأنك أعطيتنا كل الدروس في 20 سنة، و لن آمرك بتغير أسلوبك في الكتابة معنا فأنت مجرد تاريخ، و لكن........
و لكن لا أريد قلما منك بل شيئا آخر، أريد صخرة بيضاء ناصعة البياض منيرة تسرّ الناظرين، أريدك أن تنقش عليها : الجزائر إبتداءً من 7جوان.
إنحنى رأسه بعض الشيئ و قال: سأكون عند موعدك و لكن، لا تخذلني و أوفِ بعهدك و كن عند وعدك.
قلت له: لك وعد من الجزائر
تدرجت مخيّلتي بين هذا و ذاك، سَبَحَتْ في بحور المنام و الأحلام إلى أن رَسَتْ في ميناء لا أعرفه، كان مناما عاديا رغم غرابته، رأيتني طفلا في العاشرة من عمره، يحمل محفظة أكبر منه بقليل، متوجها نحو مدرسة لا أعرفها، دخلت قسما لا أعرفه، قسما جدرانه سوداء، بدون سقف و لا أرضية، فيه مكان لطاولة واحدة فقط و مقعد واحد، كنت الوحيد في القسم فجلست و انتظرت ساعة و مللت، لا أدري بأي وحي و لكنني كنت على علم أنني في حصة التاريخ.
طال انتظار أستاذ التاريخ و لم يأتِ، سئمت هذا الوضع و هممت بالخروج، فإذا بي أصادف شخصا لا أعرفه، كل ما أنا على دراية به هو أنه ليس أستاذي في التاريخ، فرُسِمَتْ على وجهي ملامح الخوف و سألته: من أنت يا سيدي؟
قال: أنا التاريخ، و من أنت؟
قلت: أنا جزائري....
عبستُ و انزعجتُ و لم أزد كلمة واحدة، قال: ما دهاك يا بنيّ؟ ما يظهر عليك أي أثر من آثار البهجة عند رؤيتي.
قلت: كيف أسعد بك يا من لم أفهم له منطقا؟ كيف أسرّ برؤية من لم أفقه في تفكيره شيئا؟
إجلس يا تاريخ و سأروي لك تاريخك، إجلس و سأعطيك درسا في التاريخ.
عرفتك و عرفتني في 1962، أين أخذت قلمك الأحمر ذو الحبر الدموي و كتبت: الجزائر.
كتبتها بأحرف من دماء زكية و كم أحسنت كتابتها.
ثم مرت الأعوام و أخذت قلمك الأخضر و كتبت: ثورة زراعية في الجزائر
كما لا أنسى أنك كتبت أشياء كثيرة أذكر منها تأميمات و بناءات و مشاريع و تطورات و غيرها............
لحق بنا الزمن إلى 1982 أين استعملت أحسن أقلامك، القلم الذهبي و بأحلى خطوطك كتبت: الجزائر في خيخون.
و دسست القلم الذهبي بلا رجعة و كتبت بحروف من فضة: الجزائر في مكسيكو.
ثم بدأت في التبدّل يا تاريخ، لا أعرف ماذا دهاك و لكنك أخرجت قلمك الأسوء القاتم مباشرة بعد 1990، و كتبت و تفننت في الكتابة النكرة، لا أفهم كيف استعملت نفس القلم المشؤوم لأكثر من 20 سنة و كأنك خصّصته للجزائر دون سواها.
سئمتك يا تاريخ، سئمت أن تعيد نفسك كل مرة بنفس ذوق المرورة أو أكثر، سئمت دعابتك السيئة التي لا ذوق لي فيها،سئمت لعبتك الشريرة التي أنت وحدك تتلذذ بها، أكتب شيئا آخر لو سمحت، أكتب من تارة لأخرى ما تكتبه عن جيراننا و أصدقائنا و أعدائنا و الآخرين، إستبدل قلمك الأسود عندما تكتب الجزائر و لو لمرّة.
قال:يا بنيّ، أنا لا أكتب إلا ما أرى، و لا أستعمل من قلم إلا موازاةً مع الحدث الذي أكتبه.....(و همّ بتلاوة محاضرة كاملة عليّ، فقاطعته قائلا)
قلت: لا ، لا تقل شيئا، لم أنته من درسي، فانصت، إنها الجزائر تتكلم، الجزائر تكلمك يا تاريخ، كلاما موزونا بدون دموع و لا بكاء،بدون توسل و لا رجاء، بكل احترام بدون استهزاء، لأننا بكينا على الأطلال بما فيه كفاية، و توسلنا لبعض المنافقين من الخونة بما فيه كفاية و استهزئنا بمن ظنناهم أصغر منا، فدفعنا الثمن غاليا.
لا يا سيدي، لن أقبل منك درسا آخر لأنك أعطيتنا كل الدروس في 20 سنة، و لن آمرك بتغير أسلوبك في الكتابة معنا فأنت مجرد تاريخ، و لكن........
و لكن لا أريد قلما منك بل شيئا آخر، أريد صخرة بيضاء ناصعة البياض منيرة تسرّ الناظرين، أريدك أن تنقش عليها : الجزائر إبتداءً من 7جوان.
إنحنى رأسه بعض الشيئ و قال: سأكون عند موعدك و لكن، لا تخذلني و أوفِ بعهدك و كن عند وعدك.
قلت له: لك وعد من الجزائر
chafik- مشرف
- عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 05/03/2009
العمر : 30
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى